Tuesday, November 6, 2007

دوران عشقي والشوق



دوران عشقي والشوق
كنت دوماً أحن الى ترنيمة النهر الساكن في تلك المدن المسحورة, أتأمل لون اخضرار الجرف من صفصافه,وذلك الموج الهادئ الذي يعصف ببنيانه , وأسراب البلابل تسرد نشيد العشاق الصافي العذب لأشواقنا كالغصون تدلت على موجة تناغم تتراقص في ضياء النهار.ناديتها من دوامة النهر حين هاج أن تمد يدها لانتشالي , لهفتي تدحرجت بايقاع روحي ولاجواب. سأغطس بين أحضانك أيها النهر المتمرد وأجمع ماتبقى لدي من هواء مدخرتمنيتك حورية تغوي نجوم تلك الليالي الحالمة, ترتعش من ايقاعات خطواتك البديعة, أردتك أن تتشكلي كشمس الضحى تزف وجه الصباح كل وقت عروساً فوق كل السهول الوردية كي يمرح بشوق ويهل بالحب دون توقفأردت لأشرعتك البيضاء المائلة ان تبحر وثباً وأن تتراقص مع السمك الهائم بين ضلوع البحرهل وصلتك أخبار العشق حين هجرته أزهاره القزحية على متن دوامات الرياح الهمجية, وكيف شكل أغانيه الحزينة من تلك النهارات البعيدةهاأنا أتأمل النهر الصامت وكيف يمس تلك الصخور القائمة هناك منذ تلاقينا على ضفافه الحالمة, أبتسم بحزن تحت أديم هضاب الخريف وأنتظر زمناً يهيج أحلامنا كنبض قلب رهيفأحس أنني النهر تحت عمق الأرض وتضاريسها, أجهل حلمي وأتخوف من روافد روحيكم تمنيت لهذا العشق أن يتشكل ويركب زوارق الشعر ويبحر متناسياً أحزاننا,ويهرب من حصار تراتيل الليل الحزينة, ومن أوجاع تلك الهمسات المملة قاصداً وجه تلك المدن المضوية خلف الجبال المظلمة, ينشر أشواقه كفيض نهر منير ضد كل موجة ثائرة, يعبر كل الصخور المسننة ويفيض شلاله الدافق في مهابة كدفق سماوي مقدس, جاعلاً عشقنا يتسلى بين زخات المطر النديةحينهاأؤمن أن الروح لن تتلذذ وتتكون من جديد الا في عروجها الى اسمى حالات العشق كم من مرة تقاسمت الرأي مع النهر وأمنت بقوله عندما يقول أن الجمال جميلاً وقاتلاً اذا تجمل سادراً,وأنه تصوير الاهي متجدد لايمكننا تقييد حريته ولا أن نودعه السبات المقيدعلمني النهر كل طقوس الحب الأول ودلني على حالة العشق الأبدي وكيف العشق يتقمص رؤى النهر وينبثق مع النهر كائن آخر غير مافي الوجود,يسكن كل الديار التي تضيئ ولاتنطفيعلمني أن قوة العشق تكمن في اثارتنا, وأن الشعر يستجيب لعاشق يقرأ له بتأمل واستحسان هائماً بجسده تحت رذاذ المطرهذا العشق يعبر زفرات الشوق ,وجسر الشوق القائم يطهر كل اختلاجاته العاطفيةلايوجد بين العشق والشوق الا صراعاً حميماًالقلب يمدد روحه بينهما ويهز كل الوجدان القائم بينهما, ويبقى العشق والشوق أحدهما يعتصر الآخر والقلب ينبض بينهما نبضة حب سامية بانصاف روحاني وهدوء لا يقارنهذا ما تعلمته في وجودي عن الروح والقلب والعشق والشوق, معادلة الحياة وأساس البقاء في ضمير الحبقال النهر لي رأيت مرة الروح تلهو وتضحك وتتفرج على رقصات حامية دامية بين العشق والشوق وكان القلب تائهاً يخبأ دمعه بين فجوات النبض, يحفر نهر ماء عذب بين فؤادهما لاخماد نار تلتهبوالزمان أمام القدر يرقب تلك الملحمة بنظرات زائغة لايفهمها أحد . وهذا التاريخ يدون كل كبيرة وصغيرة دون ان يفقه شيئأ حتى الملاحم التي رسمها المدىالقلب تائه وفؤاده حائر بين كلام العشق والشوق,وحين ردد العشق هاهي معشوقتي انتفض الشوق في جنون مهيب قائلاً : لست ذلك الفارس الذي حلمت بهيالشوقي العجيب وأمره الغريب قال : أأبقيها معلقة بين السماء والأرضأراها كيف تمد يديها بالهام كريم نحو غصن قرنفلة قريب, تحاول بكل الحب والعشق يشجعها والشوق يضحك بخبثصرخ العشق أنا ذلك النسر المتربع على عرش السماء والقادم بحسم, وما أنت أيها الشوق سوى نسيم الصبا ترفعني حين تتعب أجنحتي,وأنا من يغدو يرش الأفق بالعبق, ونبض القلب في صميمي نفحة من الله في أعماق الفؤاد
طارق
5/11/2007

No comments: