
طائر الخريف
أنا طائر في الأفق البعيد
أطير بجناحين جريحين
لاأهل لي ولاحبيبة
الحزن ينبض في مفاصلي
أتسكع كالضباب المتلاشي
الحنين يلسع جناحي الهزيلتين
كالرياح الجميلة والغبار الأعمى
طريقي طويل
أرفرف فوق الظلام
ولاأستطيع أن أتنهد
أنام بين أشجار
الرمان المظلمة العارية
ولاأجد العصافير الحنونة
لاأسمع تغريدها
أحلم بحبيبتي
أبحث عن أرضها
وعيونها وملامحها الأرجوانية
وبلادها الجميلة
التي لا ترحل
أطير وحيدا ضائعا
باتجاه البحر
وجناحي الكئيبتين
تلتفت نحو السماء وتبكي
أتلوى هناك
أهبط وقلبي جريح
كي أروي ظمأي العميق
الى الرمل والجنون
للتشفي من أرض حزينة
أقف أمام المياه الصافية
حافيا خجولا
أتأمل وجهي ولوني
فأنا طير رمادي تعس
أبحث هناك عن ياسمينة فارعة
أنام عندها
لكنني أصرخ وأرفع جناحي عاليا
لا أجد غير خريف حزين
في القلب
ونسيم بارد
يقرع أجراس الوحشة في قلبي
أنا الشريد ذو الأجنحة المحرقة
والعيون الأكثر حزن
أطير غاضبا صامتا تائها
أقف عند صنوبرة حزينة
أتكأ علبها أعشقها
أشتهيها أضمها
حتى أحس الحياة كلها
أهز جسدي فوقها
أقبلها بشفاه دبقة
أقسو عليها دون رحمة
أصعد وأهبط عليها
كخنجر قاتل
أراها تسقط في الليل
تبتعد عني تتدحرج
فوق الطرقات الظلمة
أعرف أنني الغريب القادم
من تخوم البعد
وأنني الهمجي الذي قسى عليك
لكنني أردت
أن أصعد دوما فوق صدرك
كأنني سفينة أو قطار
أردت أن أضم الى صدري
أي شيء حزين
أردت أن أعيش وأعشق
لكنني أعلم أنني طير
يقف وحيدا أمام العالم
والدموع ستبقى
ترفرف في عيني
مللت الصعود والهبوط
نحو السماء الصفراء
ينقصني العمر والحب
والايمان
أحلم بالعشق ولا أنام
وأبكي
بحرارة كما لم تبك امرأة
من قبل
حياتي سواد
وعبودية وانتظار
هي أشيائي
لا أستطيع الرحيل عنها
بعيدا في أعماق
أحمل أمنية قاسية
أريد أن أنام وأموت
في لحظة واحدة
طارق ناصيف
2005
No comments:
Post a Comment