Thursday, August 9, 2007

طائر الخريف



طائر الخريف

أنا طائر في الأفق البعيد

أطير بجناحين جريحين

لاأهل لي ولاحبيبة

الحزن ينبض في مفاصلي

أتسكع كالضباب المتلاشي

الحنين يلسع جناحي الهزيلتين

كالرياح الجميلة والغبار الأعمى

طريقي طويل

أرفرف فوق الظلام

ولاأستطيع أن أتنهد

أنام بين أشجار

الرمان المظلمة العارية

ولاأجد العصافير الحنونة

لاأسمع تغريدها

أحلم بحبيبتي

أبحث عن أرضها

وعيونها وملامحها الأرجوانية

وبلادها الجميلة

التي لا ترحل

أطير وحيدا ضائعا

باتجاه البحر

وجناحي الكئيبتين

تلتفت نحو السماء وتبكي

أتلوى هناك

أهبط وقلبي جريح

كي أروي ظمأي العميق

الى الرمل والجنون

للتشفي من أرض حزينة

أقف أمام المياه الصافية

حافيا خجولا

أتأمل وجهي ولوني

فأنا طير رمادي تعس

أبحث هناك عن ياسمينة فارعة

أنام عندها

لكنني أصرخ وأرفع جناحي عاليا

لا أجد غير خريف حزين

في القلب

ونسيم بارد

يقرع أجراس الوحشة في قلبي

أنا الشريد ذو الأجنحة المحرقة

والعيون الأكثر حزن

أطير غاضبا صامتا تائها

أقف عند صنوبرة حزينة

أتكأ علبها أعشقها

أشتهيها أضمها

حتى أحس الحياة كلها

أهز جسدي فوقها

أقبلها بشفاه دبقة

أقسو عليها دون رحمة

أصعد وأهبط عليها

كخنجر قاتل

أراها تسقط في الليل

تبتعد عني تتدحرج

فوق الطرقات الظلمة

أعرف أنني الغريب القادم

من تخوم البعد

وأنني الهمجي الذي قسى عليك

لكنني أردت

أن أصعد دوما فوق صدرك

كأنني سفينة أو قطار

أردت أن أضم الى صدري

أي شيء حزين

أردت أن أعيش وأعشق

لكنني أعلم أنني طير

يقف وحيدا أمام العالم

والدموع ستبقى

ترفرف في عيني

مللت الصعود والهبوط

نحو السماء الصفراء

ينقصني العمر والحب

والايمان

أحلم بالعشق ولا أنام

وأبكي

بحرارة كما لم تبك امرأة

من قبل

حياتي سواد

وعبودية وانتظار

هي أشيائي

لا أستطيع الرحيل عنها

بعيدا في أعماق

أحمل أمنية قاسية

أريد أن أنام وأموت

في لحظة واحدة

طارق ناصيف

2005

No comments: