Thursday, August 9, 2007



برقيات شوق لك

كل يوم اذا ما خلوت
لفضة روحي
وألقيت أضغاثها
وقيد صبوتها
وشددت الرحال
إلى قوافل خطاك النرجسية
رأيتك طالعة
من نرجس الدنيا
في دمي ريحاناً
في عروقي سوسناً
ورأيت سراج الموت
الذي كان بيني وبينك
يتلاشى
يسقط
في مهب الظنون
وأذرعنا تمتد
بإذن ميعاد السماء
تتلاقى تحت أجنحة من بهاء
وأجسادنا تنتشي في العناق
*****

كل أمسية
حين يسترجع
الزمن المتوحد فينا
أجساد أشواقنا المستحيلة
يرحل منفرداً
بين صقيع القبائل
نحو دمشق
ثم يعود قبيل الصباح
على عينيه
من سواد الفراق جراح
وفي القلب
وجه مدمى يبكيك
ورماح الفراق تطل
وأوردة الفؤاد
مبتلة.. متوجة بالدموع
أعمدتها محشوة
برماد الحنين

*****

هو العشق
موجة حب سادر
مهر من النار
فارع يهيج
أودية القلب
يتوسد في سرة الشمس
تهاوت ركائزه
فوق بنياني
تربع.. وتجمع.. وترعد
بين شطآني
يتحدى عرى الهجران
في قصر ( الحير ) أدركت
سحر أنوثتك
خرجت شاهراً حبي
أتحدى أجنحة من رماد
تناطح أشجاني
رافعاً حزن العشق
عن صدري
ممتطياً صوت الدهور
أناديك.. أصيح لعروة حبك
إن حدائق إيماني تدنو
تتوهج من الجذور
وتسرح روحي
في ومضة فرح
لا أبعاد لها
حين أراك عن يميني وردة الميلاد
وعن يساري نخلة الميعاد
*****

في قصر الحير
وبين بروج المدائن
عشقت الموت في عينيك
وضمت عيونك
قمح بيادري
رأيت كل طيور الحب
تهاجر إليك
كنت بينها طير جوري
عبر شرفات القصر الأموي
تقاسمه اليقظة والغبطة
ليسكن الشوق
واللهفة فيك
أصبحت أنت الحنين
في دمي
ورحيقي القائم
غيثي وصبابتي
أنا منك.. وأنت مدادي
ونشيدي الكوني انت
وانا أنشادك
ترتيلي أنت
وانا عبادك
يا وردة عشق
أكتحل في دنيا حبها
يا دوحة شعر
أتلون في نور ضحاها
يا فردوس الصوت
ويا نفحات الثرى
هواك كوثراً
طقوسه روحانية
تهز كياني
وسرورك أنوار
ما زالت تلهو
في دوحة قلبي

*****

يؤرقني ويعذبني البعد عنك
يسكنني مطر الشوق
تسكنني كائنات الحنين
الى العاشقين
شرايين قلبي مشدودة
وأغاني العتاب تفجرني
ترتوي من دمي
أرحل لأطير
على أشرعة الذكرى
نحو زمان
أشهى من وعد الحب
وأنقى من ورق الورد
وأصفى من ضوء نجوم القصر
يادفء الحلم
في كل وجه جميل قرأت ملامحك
رسمتك في قصائدي
ونقشتك -كالتعاويذ- في الذاكرة


*****

يادفقة الأسرار في صدري
ويا كل مافي العمر من وجدان
أنا الذي قرأك
باسم الزنابق
وقبل مواسم التلاقح
أنا الذي أحتواك
وحفظك
من وشوشات العصافير
وهمس البشر
أنا الذي توضأ بنورك
وأعلن بدرك
وردة الرياض الأثيرة
يوم تعلقت روحي
على جدار قلبك
ضحى سجية
وغرست في القصر
زهو وصالي
وبقي نهر الياسمين
على أمتداد القصر
يشرب قصائدي
يلفح أغصان الرمان
ويشهد أنني
فاتح شفي الروح
مباهجي ألقيتها لخولة حبي
فويح دمي
كيف لا أعلنك
في قلبي
بسملتي
واميرة أصدائي

*****

تستبد بي الشجون
كنسمات الصبا
وألذ من كأس الغرام
وتمتشق صبوة شوقي
في الأحداق
كملحمة التمرد والهيام
تجتاح مواسمي أطيابك
وتتسكع روحي في بستانك
تهيم في وديانك
تجوس في شطآنك
عطشى إلى رضوانك
وإذا تصدعت
الحروف الظامئات
ورق برق من دم
سكنت معلقة
على اجفانك
بالشوق الندي
وابدأ بقوة
أكتب لحنانك
أرسم أعماراً لوجودك
وأسير مزهواً إليك
*****

مطر من الكلمات
والأضواء
يرقص في ظلي
والدماء
عيناك تحتضن السماء
تفيض حنان عذب
تهتف بلحن الوصال
وأنا طريح فوق نار العشق
تسبقني استغاثاتي
نداءاتي اليك
يعاتبني هذا الجسد
الذي حملته روحي
كيف سكتت على
أوجاعك دهرا
ونمت في خطايا جروحي
بعداً يغتال مسراتي
وأهوائي
وأشجاني
لايرسم لي طموحي
هذا الجسد يأمرني
في كل الأحيان
خذني الى أوطانها
خذني اليها

*****

أشتاق مثل الغيم
مثل النهر
لدفء الصيف الدائم العطر
الذي يأتي منك
كان العشق
منذ المهد
يصحبني
يهدهد نار أشواقي
ويرسم لي طريق الحب
بالألوان
بالكلمات والأحلام
وفي الليل
حين تئن أسئلتي
وكلماتي
أخرج من عباءة
صمتي وشوقي
وأركض اليك
أراك وقد
فرشت نوافذ القصر
بالأشواق
بالأهداب
وعطور الحب
تنتفض في الأجواء
أريدك في فؤادي ملكة
ولست أريد ملك الفرات
أو عرش الشام

*****

تركض خلف
مواعيد الهوى سفني
ألمحك
في الأفق الثر
أدنو مع الغيم
الذي يرتدي أشواقي
هائماً..هائجاً من العشق
عذب هو الرجفان
حين أرى
عمرك المورق المفتون
ينطلق في دوحة الروح
أعانق طيفك
وأحمل عطرك تحت سحابتي
تستيقظ حروفي وشجوني
ينتابني فرح
ينشر ضوءاً مبهوراً
فوق دمي
أراك ملكة ضوء
بضفائرها تنهل
فوق حدائق روحي
تضيء وتورق
في فسحة قلب
مغمور بالسلوى

*****

مازلت حسناء القصر
من يدك يشرب المطر
ومن كأسك يولد القدر
أردت لحسنك
أن يتكثف أكثر
أن يتفجر بالقرب أكثر
أن يتشكل في نظري أكثر
كم عشقتك
في طرقات القصر
ومارست جنون الغرام
على جسدك العاشق المستهام
وأنت
كما أنت هادئة
وجهك عرش الزمان
تنظرين الى كل شيء
يتشكل في روحي
في لحظة حب
سرمدي

*****

ياأميرة العشق
الأول والأخير
ربيعك الأبيض قائم
بين أضلعي
ماغادرت نظراتي
وجهك طوعا
ولا أختزلت الوديان
طريقا للرجوع
الا اليك
فكلانا نسيج واحد
من الحب والغرام
لاتتقطع خيوطنا
الأبدية
ولاتحترق
بين باب القصر والمحراب

*****
بين نغمة وضوء
وشعلة ونور
يجتاحني شوق يجتلي
بما يفيض الحب
من نبوة الكلام
أحسك يا غنوة القصر
ويا رقصة الحواس
في ذاكرتي
وعروة وجودي
أحسك يا غنوة الأمان
وامتلاك صحوة حضوري
حقيقة تتكىء
فوق مواعظ حبي
تملأ عين القصر والسماء
أموت في ابتعادي
تيبست زهوري
والغابات في دمي
لكنني مازلت
في تقويم حبك
ولقد كبرت في هواه
حبك ألقاه منتشياً
فهو الفرح
الذي امتشق ذاكرتي
وعلى رؤياه
قامت صلاتي
حبك الذي يأتي ولا يذهب
فجر أجفاني واطيافي
حفظته في زوايا
الألق المحروس
وقسماً بالأقحوان
عشت على أنغامه دهراً
حسام ابتسامتي
*****
أه من الشفق الأخضر
الذي حملته روحي
وفرحك العارم
غيثاً بين شراييني
صار دمي
لا يطيق فراقك
تتبعني خطواتك
تهدهدني نسمات
الأسمار
وتقسم من فوق عرشك
أن طريقي إليك قريب
سأتبع قافلة الأطيار
وأقرأ عينيك في الأفاق
في قلبي
موشومة أنت
نابتة في دم روحي
مثمرة
في نبيذ جسدي
*******

حبيبتي.. يا أبهى
شموس الهدى
تنساب فرحتي من بين
ما ضاع من ريان أشواقي
روحي إلى عينيك تبتهل
يا منتهى املي
فقد عشت
دهوراً موغلاً في حبك
عاشقاً في رحاب نورك
رصفت البعاد
على مائدة الأمس
ورتبت خطاي
وكل زهوري
خضبتها بالهوى
واعلنت المسير
إلى روضة القصر
يا نزيلة الحب الدائم
تحملني الأن
أقدام الشوق إليك
وارحل عن أرض
تجرحني بالذكرى
سكنت في أوجاعي
وأغتصبت منابعي فأظمتني
سلبتني أهوائي وأشجاني
يا وجه العمر
قسماً بالحب
وشهد السراج
الذي نقشته فوق كفيك
وبالنور الذي
يداعب جبهتك
تحتاج صبابتي إليك
لنطير بأشرعة اللوعة
ونرسو
على غيمة القصر
نسوره بأضواء
الفرح القادمة
ونبني اماني المنتهى
بكل حلاوة الوحي
كعروة الوصل
بين الحاء والباء
فوق صراط حبنا
الأول .. والأخير

طارق ناصيف
2005

No comments: